عطر ..ورقص حروف على الصفحات

من خلف ذلك المجهول
تنبثق بدايات جديدة
تحاكي ذلك الوجع المختفي خلف ضباب ...
تأمره باللاعودة..
تحكم عليه بالاعدام شنقاً
فما عاد في الروح متسع من المساحات الفارغة
لاستقبال انتفاضة اخرى على الورق
\
\
هناك وقفت
حاولت الانزواء
جربت الصمت
عانقت الالم
لكن! كانت الحروف اقوى مني كما في كل مرة
وكان القلم نابضا بالشوق كما دائما
فالطبع يغلب التطبع
والقسوة ليست مَعْلَماً من معالم حياتي مهما حاولت
\
\
لا املك حزناً
ولا املك بأساً
لكنني املك حساً قوياَ
هو من يحرك قلمي متى هو شاء
فأنا له عبد..
ولا اجرؤ على مخالفة احكامه الهوجاء
فرفقا بي ..
واعذروها حروف الهجاء
\
\
دائما هنالك ما ننتظره
شئنا ام ابينا ..
رغبنا ام لم نرغب..
فالصدفة تمنحنا بُعدا آخر للتفكير
ولا مجال ابدا لتوقع ما تخفيه اللحظات بين طياتها
ويكفي ان نكون على قدر من التفهم
لتقبل ما تمنحنا الحياة من المفاجآت
\
\
سطر جديد
يحمل احساساً مختلفاً هذه المرة
فبعد الشتاء يأتي الربيع
وخلف الصيف يأتي الخريف
وادراكي لكل تلك الحقائق التي عرفتها
(لكن! غفلت عنها لبعض الوقت)
يمنحني بعضا من عطر الحياة الممزوج بتلك التجارب
الموجعة احيانا والمفرحة احيانا اخرى
\
\

ليس صعبا ان تفعل ما تشاء
وليس صعبا ان تحب وتكره الاشياء
او ان تكون شخصا يتبع الاهواء
لكن الصعب هو ان تكون انساناً
في زمن اختلفت به المعايير وتقطعت اشلاء
حيث بات الصدق جريمة ..
والثقافة هراء
حين اتهم الوفاء بالغدر
وباتت الكرامة ضربا من شقاء
\
\
ونعود للحرف
نعود للرقص على الصفحات
نستنشق الحبر املا...
نرسم اللغة بحرا
واقلامنا قوارب نجاة
تحملنا ..
تنقلنا الى بر الامنيات
لنعانق مجددا كل الموانئ
ونستنشق عطرا فقدناه بضع لحظات
\
\\
\