هل نثبت لله تعالى صفة النفس ؟ وما معناها
صفحة 1 من اصل 1
هل نثبت لله تعالى صفة النفس ؟ وما معناها
هل نثبت لله تعالى صفة النفس ؟ وما معناها
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
يقول الله تعالى ( ويحذركم الله نفسه ) ويقول ( واصطنعتك لنفسي ) . السؤال : هل لله تعالى
- عما يصفون - " نفس " ؟ أنا أعلم أن الله ( ليس كمثله شيء ) وأعتقد أنه
وإن كان له نفس فهي ليست كالنفس البشرية قطعاً ، ولكن كيف يستقيم أن يكون
لله تعالى
نفس وهو القائل ( كل نفس ذائقة الموت ) ؟ مع عميق اعتقادي بأن الله حي لا
يموت ولا تأخذه سنة ولا نوم . أرجو الإيضاح ، جزاكم الله كل خير .
الجواب :
الحمد لله
الواجب على المسلم في باب الأسماء والصفات أن يثبتَ ما أثبته الله تعالى لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، والمسلم يعتقد اعتقاداً جازماً أنه تعالى ( ليس كمثله شيء ) فما يثبته المسلم لربه تعالى من الصفات لا يماثل صفات المخلوقات .
ولفظة " النفْس " ثابتة لله تعالى في كتابه الكريم وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، ولذا فلا يسع المسلم إلا إثباتها :
1. قال تعالى ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ ) آل عمران/ 28 .
2. وقال تعالى
- إخباراً عن عيسى عليه السلام أنه قال ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ
أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) المائدة/
116 .
3. وقال تعالى ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) الأنعام/ 54 .
4. وعَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يرويه عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ
عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ) .
رواه مسلم ( 2577 ) .
5. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ
: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ
ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِى نَفْسِي ) .
رواه البخاري ( 7405 ) ومسلم ( 2675 ) .
و" النَّفس " في الآيات والأحاديث السابقة ليست ذاتاً منفكة عن الصفات ، وليست صفة من صفات الله تعالى كالسمع والبصر ، بل معناها في تلك الآيات والأحاديث : ذاته تعالى المقدَّسة ، وهي لفظة أولى بالاستعمال من لفظة " الذات " ، خلافاً لمن عدَّ " النفس " من صفات الله تعالى المتصفة بها ذاته ، من السلف ، الإمام ابن خزيمة وغيره .
مع مراعاة أن من اعتبرها صفة مستقلة ، قد نصَّ على أنها ليست كنفس المخلوقين وأنه تعالى ليس كمثله شيء ، كما هي قاعدة أهل السنة في باب الأسماء والصفات .
لكنَّ الأظهر في ذلك أن" النفس " هي ذات الله تعالى المقدَّسة ، كما قررناه .
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " ونفسه هي ذاته المقدَّسة " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 14 / 196 ، 197 ) .
2. وقال – رحمه الله - : " ويراد بنفس الشيء : ذاته وعينه ، كما يقال " رأيتُ زيداً نفسَه وعينَه " ، وقد قال تعالى
( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ) وَقَالَ (
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) وَقَالَ تَعَالَى (
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) وفي الحديث الصحيح أنه قَالَ لِأُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ : ( لَقَدْ قُلْت بَعْدَك أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ
بِمَا قلتيه لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ سُبْحَانَ
اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ
اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ) ، وفي الحديث الصحيح الإلهي عن النبي صلى
الله عليه وسلم : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي
بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ
ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْته فِي مَلَأٍ
خَيْرٍ مِنْهُمْ ) فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النفس
عند جمهور العلماء " اللَّهُ نَفْسُهُ " التي هي ذاته المتصفة بصفاته ،
ليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات ، ولا المراد بها صفة للذات ، وطائفة
من الناس يجعلونها من باب الصفات ، كما يظن طائفة أنها الذات المجردة عن
الصفات ، وكلا القولين خطأ " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 9 / 292 ، 293 ) .
3. وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه
الله – في فوائد حديث أبي ذر القدسي ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ
الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ) - : " 7. إطلاق النفس على الذات لقوله ( عَلَى نَفْسِيْ ) والمراد بنفسه : ذاته عزّ وجل ، كما قال تعالى ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) آل عمران/ 28 ، وليس النفس
صفة كسائر الصفات كالسمع والعلم والقدرة ، فالنفس يعني : الذات ، فقوله (
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) يعني : ذاته ، وقوله هنا ( عَلَى
نَفْسِي ) يعني : على ذاتي ، وكلمة " النفس " أصوب من كلمة " ذات " لكن شاع بين الناس إطلاق " الذات " دون إطلاق " النفس " ، ولكن الأصل العربي : " النفس " " انتهى من " شرح الأربعين النووية " ( ص 228 ) – الشاملة - .
ونرجو بذلك أن يكون زال الإشكال الذي علق بذهنك – أخي السائل – ونسأل الله تعالى أن يبصرنا وإياك بالحق وأن يرزقنا اتباعه .
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
يقول الله تعالى ( ويحذركم الله نفسه ) ويقول ( واصطنعتك لنفسي ) . السؤال : هل لله تعالى
- عما يصفون - " نفس " ؟ أنا أعلم أن الله ( ليس كمثله شيء ) وأعتقد أنه
وإن كان له نفس فهي ليست كالنفس البشرية قطعاً ، ولكن كيف يستقيم أن يكون
لله تعالى
نفس وهو القائل ( كل نفس ذائقة الموت ) ؟ مع عميق اعتقادي بأن الله حي لا
يموت ولا تأخذه سنة ولا نوم . أرجو الإيضاح ، جزاكم الله كل خير .
الجواب :
الحمد لله
الواجب على المسلم في باب الأسماء والصفات أن يثبتَ ما أثبته الله تعالى لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، والمسلم يعتقد اعتقاداً جازماً أنه تعالى ( ليس كمثله شيء ) فما يثبته المسلم لربه تعالى من الصفات لا يماثل صفات المخلوقات .
ولفظة " النفْس " ثابتة لله تعالى في كتابه الكريم وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، ولذا فلا يسع المسلم إلا إثباتها :
1. قال تعالى ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ ) آل عمران/ 28 .
2. وقال تعالى
- إخباراً عن عيسى عليه السلام أنه قال ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ
أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) المائدة/
116 .
3. وقال تعالى ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) الأنعام/ 54 .
4. وعَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يرويه عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ
عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ) .
رواه مسلم ( 2577 ) .
5. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ
: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ
ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِى نَفْسِي ) .
رواه البخاري ( 7405 ) ومسلم ( 2675 ) .
و" النَّفس " في الآيات والأحاديث السابقة ليست ذاتاً منفكة عن الصفات ، وليست صفة من صفات الله تعالى كالسمع والبصر ، بل معناها في تلك الآيات والأحاديث : ذاته تعالى المقدَّسة ، وهي لفظة أولى بالاستعمال من لفظة " الذات " ، خلافاً لمن عدَّ " النفس " من صفات الله تعالى المتصفة بها ذاته ، من السلف ، الإمام ابن خزيمة وغيره .
مع مراعاة أن من اعتبرها صفة مستقلة ، قد نصَّ على أنها ليست كنفس المخلوقين وأنه تعالى ليس كمثله شيء ، كما هي قاعدة أهل السنة في باب الأسماء والصفات .
لكنَّ الأظهر في ذلك أن" النفس " هي ذات الله تعالى المقدَّسة ، كما قررناه .
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " ونفسه هي ذاته المقدَّسة " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 14 / 196 ، 197 ) .
2. وقال – رحمه الله - : " ويراد بنفس الشيء : ذاته وعينه ، كما يقال " رأيتُ زيداً نفسَه وعينَه " ، وقد قال تعالى
( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ) وَقَالَ (
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) وَقَالَ تَعَالَى (
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) وفي الحديث الصحيح أنه قَالَ لِأُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ : ( لَقَدْ قُلْت بَعْدَك أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ
بِمَا قلتيه لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ سُبْحَانَ
اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ
اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ) ، وفي الحديث الصحيح الإلهي عن النبي صلى
الله عليه وسلم : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي
بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ
ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْته فِي مَلَأٍ
خَيْرٍ مِنْهُمْ ) فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النفس
عند جمهور العلماء " اللَّهُ نَفْسُهُ " التي هي ذاته المتصفة بصفاته ،
ليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات ، ولا المراد بها صفة للذات ، وطائفة
من الناس يجعلونها من باب الصفات ، كما يظن طائفة أنها الذات المجردة عن
الصفات ، وكلا القولين خطأ " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 9 / 292 ، 293 ) .
3. وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه
الله – في فوائد حديث أبي ذر القدسي ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ
الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ) - : " 7. إطلاق النفس على الذات لقوله ( عَلَى نَفْسِيْ ) والمراد بنفسه : ذاته عزّ وجل ، كما قال تعالى ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) آل عمران/ 28 ، وليس النفس
صفة كسائر الصفات كالسمع والعلم والقدرة ، فالنفس يعني : الذات ، فقوله (
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) يعني : ذاته ، وقوله هنا ( عَلَى
نَفْسِي ) يعني : على ذاتي ، وكلمة " النفس " أصوب من كلمة " ذات " لكن شاع بين الناس إطلاق " الذات " دون إطلاق " النفس " ، ولكن الأصل العربي : " النفس " " انتهى من " شرح الأربعين النووية " ( ص 228 ) – الشاملة - .
ونرجو بذلك أن يكون زال الإشكال الذي علق بذهنك – أخي السائل – ونسأل الله تعالى أن يبصرنا وإياك بالحق وأن يرزقنا اتباعه .
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب
الربيع العربي- الجنس :
عدد المساهمات : 11
التقيم : 0
تاريخ الميلاد : 18/06/1994
تاريخ التسجيل : 08/07/2012
mms :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى