ليلة النصف من شعبان ... وآلهة الربيع العربي الجديدة
صفحة 1 من اصل 1
ليلة النصف من شعبان ... وآلهة الربيع العربي الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
ليلة النصف من شعبان ...
وآلهة الربيع العربي الجديدة
عباد الله :
من الأمور الثابتة في الاسلام أن يُعبد اللهَ وحده لاشريك له ، وان نعبده بما شرع لنا ، لا بما يشرع الناس باهوائهم : " ... فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً " ( [1] )
ولقد حورب الاسلام بالبدع ومحدثات الأمور في العقائد والعبادات وغيرها ،
وكان ذلك بتخطيط ماكر نسجته عناكبُ المللِ الضالة ( خاصة الصهاينة
والصليبيون ... الخ ) وذهب الماكرون ، وجاء دور المقلدين الغافلين.
ومن
المتفق عليه عند أهل العلم والفقه بالدين ، أن البدع النابتة تنسي
الكثيرمن السنن ، فما من بدعة ظهرت إلا أزاحت سـنة من سـنن الهدى ، على
صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
ولقد كان من بين ما أحاطه
الناس بالبدع والخرافات فى شهـر شـعبان ليلةَ النصف من شعبان ، ومما يورث
الحسرة فى نفوس المصلحين أن الناس يعضُّـون على تلك البدع بالنواجذ ،
ويقفون موقفا غريبا ممن ينصحهم بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله ويرون إعادتهم إلى الطريق المستقيم ، أى إلى كتاب الله وسنة رسوله يرونه شيئا ثقيلا على النفوس ، وغير معقول ... ينطبق على حالهم قوله سبحانه وتعالي : " ... وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ " ( [2] )
وبعد أيام ، وبالتحديد ليلة الخميس القادم إن شاء الله تعالي ، تظلنا ليلة النصف من شعبان ، تلك
الليلة التى يعتقد العامة وأشباهُهم أنها ليلةٌ ذات عبادات مخصوصة ...
وقبل أن نبين بعض البدع المتعلقة بتلك الليلة ، وعدم مشروعيتها ، نذكِّر
أولا بأن شهر شعبان هو شهر فاضل ، كان رسول الله
كما عرفنا فىالأسبوع الماضى ــ يكثر فيه من الصيام أكثر من أى شهر فى
العام ، خلاف رمضان طبعا ، بل إنه فى بعض السنوات كان يصوم شعبان كله .
وحرى بنا أن نتتبع هدى المصطفى فى العبادة فى هذا الشهر، وفى غيره ، عملا بقوله سبحانه وتعالي : "
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ
يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَـرَ اللَّهَ كَثِيرًا " ( [3] )
ومما يؤسف له ما أحدث فى هذه الليلة من البدع المنكرة :
أول هذه البدع : ما
يسمونه الصلاة الألفية فى ليلة النصف من شعبان ، واهتموا بها أكثر من
الجمع والأعياد , رغم أنها لم يرد بها خبر ولا أثر إلا ضعيف أو موضوع .
البدعة الثانية : فهى تخصيص ليلة النصف بالقيام ونهارها بالصيام ، اعتمادا على حديث نسبوه زورا إلى علي بن أبى طالب رضي الله عنه
أما البدعة الثالثة :فهى دعاء النصف من شعبان الذى ينسبونه زورا وبهتانا إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
ولقد ذكر المبتدعون ومن بعدهم
المقلدون أحاديث كثيرة موضوعة أو ضعيفة فى فضائل ليلة النصف من شعبان ،
والحقيقة أنه لم يصح في فضلها سـوى حديث واحد فقط هو قوله : "
يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ
شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلا لاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ
نَفْسٍ "0وفى رواية ابن ماجه : " إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ " ( [4] )
عباد الله : مما سبق يتضح أن الذى صـح عن النبى وحفظت روايته عن أصحابه ، وتلقاه أهل العلم بالقبول فى فضل شهر شعبان ينحصر فى أمرين اثنين :
أولا – استحباب كثرة الصيام في شـهر شعبان :
الصيام فى جميع أيامه ، دون تفضيل يوم معين ، ولا تخصيص ليلة معينة بعبادة من العبادات. والإكثار من الصيام فيه وراءه حكم كثيرة :
فهو بمثابة تدريب على استقبال شهر رمضان المعظم
، ويعجبنى ما قاله أحد العلماء من أن الصيام فى شعبان هو كالسنة القبلية
لصيام شهر رمضان ، فكما أن للصلوات سـنن قبلية تمهد للدخول فى صلاة الفرض ،
فإن الصيام فى شعبان يكون كالسنة التى تمهـد للدخول فى صيام رمضان ، أى
مثل السنن الرواتب بالنسبة للصلوات المكتوبة ، ويكون كأنه تقدمة لشهر رمضان
، أي كأن صيامه راتبة لشهر رمضان ، تدريبا للنفس على الصوم ، وتعظيما
لرمضان بحسن استقباله ، والاطمئنان إليه بالتدريب عليه وعدم التبرم منه.
فهو كالتمرين ( التسـخين ) قبل المبارات الرياضية ، حتى لا ندخل في صوم
رمضان على مشقة وكلفة.
ولذلك سـُن الصيام قبل رمضان فى شهر شعبان كالراتبة قبل المكتوبة ، وسـُن الصيام ستة أيام بعد رمضان من شهر شوال كالراتبة بعدها.
وشيء آخر يتعلق باستحباب كثرة الصيام في هذا الشهر : وهو أن شهر شعبان ترفع فيه أعمال العباد – طول السنة – إلى الله ، وكان رسول الله يصومه لأنه يحب أن يرفع عمله وهو صائم .
وحكمة أخرى:
هى أنه شهر يغفل الناس عن فضله ؛ لأنه يقع بين شهرين عظيمين : رجب وهو شهر
حرام يعرفه كل الناس ، ورمضان وفضله يعرفه الخاص والعام ، ومن هنا جاءت
غفلة الناس عن فضل شعبان ، فيقَصِّرُون فى العبادة فيه ، وهو عند الله عظيم
، فالرسول يصومه ليعبد الله فى زمن يغفل الناس عن العبادة فيه .
وتستخرج هذه المعانى مما ورد على لسان أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه قال : "
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ
مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ
عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ
الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي
وَأَنَا صَائِمٌ0" ( [5] )
وفائدة أخرى عن الصيام فى شعبان
وهي أن شعبان يعقبه رمضان وصومه مفترض , وليس فى رمضان مجال لصوم التطوع ،
فكان يكثر من الصوم في شعبان قدر ما يصوم في شهرين غيره لما يفوته من
التطوع في أيام رمضان .
ثانيا : الفضيلة الثانية لهذا الشهــر بعد استحباب كثرة الصيام فيه :
تتعلق بليلة النصف من شعبان ، وهى الفضيلة الوحيدة الثابتة لتلك الليلة ، وهى قوله :"
يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ
شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلا لاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ
نَفْسٍ " وفى رواية ابن ماجه : " إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ " ( [6] )
و الشَّحْناء: الـحقد. و
الشَّحْناء: العداوة ، وقد شَحِنَ علـيه شَحَناً و شاحَنَه، وعَدُوٌّ
مُشاحِنٌ. و شاحَنَهُ مُشاحَنَةً: من الشَّحْناء ، وقـيل: الـمُشاحَنَةُ ما
دون القتال من السَّبِّ. ( [7]
) و في النهاية قال الطيبي : لعل المراد ذم البغضة التي تقع بين المسلمين
من قبل النفس الأمارة بالسوء لا للدين ، فلا يأمن أحدهم أذى صاحبه من يده
ولسانه ، وقال الأَوزاعي : أَراد بالـمُشاحِن ههنا صاحب البِدْعَة
والـمُفارِقِ للـجماعة.
فمعنى الحديث أن الله ينظر
إلى عباده فى تلك الليلة فيغفر لهم جميعا ما عدا المشركين والمشاحنين
وأصحاب البدع والذين يقتلون الناس بغير الحق ... الخ
عباد الله :
علينا إذن أن ننقى أعمالنا
وعباداتنا من الشرك ما خفى منه وما ظهر، وأن نفتش فى داخلنا عما يمكن أن
نكون قد ابتلينا به من شركيات ، وأن نتعلم التوحيد ، وكيفية النجاة من
الشرك ؛ لأن التوحيد ليس متاعا يورث حتى نقول إننا موحدون أبناء موحدين ..
بالبطاقة والهوية ، فإنه لا يأمن على نفسه من الوقوع في الشرك إلا من هو
جاهل به ، و من هو جاهل بما يخلصه منه ، ولهذا حذرنا رسول الله
من الوقوع فيه فقال : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ
فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ " فَقَالَ لَهُ رجل : وَكَيْفَ
نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : " قُولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا نَعْلَمُ " ( [8] )
وإن من أبرز وأخطر مظاهر
الشرك أن نعبد الله بما لم يأذن به الله ، كما هو حادث فى بدع النصف من
شعبان ، ونتخذ الأهواء والصوفية والشيعة وغيرهم من الضالين إلها من دون
الله ، قال سبحانه وتعالي محذرا : "
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ
بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ
الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" ( [9] ) وقال سبحانه وتعالي : " أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً " ( [10] )
ــ " يَطَّلِعُ اللَّهُ سبحانه وتعالي إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ ... إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ "
علينا أن نسارع إلى إزالة
الشحناء والبغضاء من قلوبنا بعضنا على بعض ، فالشحناء والبغضاء والحقد تمنع
المغفرة ، وعلينا أن يصطلح كل منا مع أخيه إن كان هناك موجب لذلك ؛
فليتراجعا إلى ما كانا فيه من الألفة واجتماع الكلمة على ما أذن الله وأمر
به ، وليس على ما يملى به الهوى والضلال ، وعلينا أن نعيد الحقوق إلى أهلها
حتى تزول أسباب العداوة بيننا ، ويسلم صدرُ كلِّ منا لأخيه ، فإن وفقنا
إلى فعل ذلك ، ضمنا على الله أن نكون من المغفور لهم فى ليلة النصف من
شعبان ، ونستقبلَ شهرَ رمضان بصدور سليمة ونفوس راضية ، يسود بينها المحبة
والسلام ، فى وقت ذبح فيه السلام على يد طغمة من اللئام .
*** *** ***
----> Hero <------ الجنس :
عدد المساهمات : 15
التقيم : 0
تاريخ الميلاد : 03/04/1996
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
mms :
مواضيع مماثلة
» أول ليلة في القبر
» قمت أشوف القمر بكل ليلة وأتخيلك .. Mms + sms "]
» مشروع المنيعة الجديدة
» ويزداد التألق ..{لفرح,..,..’بحلــته الجديدة..
» شرح مدقق لعمل كل أزرار نافذة الإرسال الجديدة
» قمت أشوف القمر بكل ليلة وأتخيلك .. Mms + sms "]
» مشروع المنيعة الجديدة
» ويزداد التألق ..{لفرح,..,..’بحلــته الجديدة..
» شرح مدقق لعمل كل أزرار نافذة الإرسال الجديدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى